بسم
الله لرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله على عظيم مننه ونعمه الكثيرة السلسة وصلى الله على محمد
عبده وخاتم أنبيائه ورسله وسلم صلاة وسلاما متسلسلين متتابعين دوما وأبدا, وأبرأ إلى الله تعالى من الحول والقوة وأستعينه
على كل ما يعصم في الدنيا من جميع المخاوف والمكاره وسيء الأخلاق ويخلص في الأخرى
من سلسلة كل هول ومضيق , أما بعد.
فإن موضوع المسلسلات التلفزيونية مما خامر نفسي منذ أن كنت في
المرحلة الثانوية, وكانت ثمة أسئلة تراودني دائما ألا وهي :
كيف جاءت هذه المسلسلات؟ وما وراءها ولماذا تبث علينا في أوقات
الصلوات؟ لماذا اتبع شبابنا وبناتنا الممثلين في فسادهم؟ ما مدى تأثيرها على
مجتمعنا؟... وهل يمكن إيجاد حل أو حلول لنبذها عن مجتمعنا والمجتمع الإسلامي؟... أسئلة
كثيرة.
واني استعين بالله في تشخيص هذه المشكلة من خلال ما عايشته ولاحظته
من آثار في المجتمع السنغالي, ثم أحاول إيجاد حلول إسلامية لها.
عنوان البحث: اثر
المسلسلات التلفزيونية على المجتمع السنغالي تشخيص وحلول.
ويظهر اهمية هذا الموضوع فيما يلي:
1-
أن الكتابة في هذا الموضوع من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال الله تعالى: "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ
وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ".[1]
وقال تعالى :" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"[2].
2-
أن هذه المسلسلات تضييع لأوقات المسلمين بما لا ينفعهم بل ذلك مضر
لهم في دينهم قال الله تعالى :" وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ
مَسْئُولًا"[3].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة
والفراغ".[4]
3-
تأثر المجتمع بها بشتى أشكاله
4-
أن هذه المسلسلات مقصودة من الدول الصانعة لها
5-
إنني لم أر بحثا علميا مستقلا فيه فلعل هذا يكون بابا لانشغالي
بالموضوع للبحوث القادمة .
الدراسات السابقة :
لقد بذلت ما في وسعي عن بحث أو كتاب ألف في الموضوع حتى في ألنت ولكن
بدون جدوى اللهم إلا ما عثرت عليه من بعض الخطب للمشايخ الفضلاء والفتاوى
المتفرقة, ولكن اخبرني احد زملائي جزاه الله خيرا عن كتاب بعنوان (السينما) ولكن لم
يشأ الله أن احصل عليه
منهج البحث :
هو المنهج الوصفي من ملاحظة الباحث المجتمع الذي عاش فيه
أما منهجي في البحث هو أنني اعتمدت على ملاحظاتي السابقة منذ
الثانوية وأيام كنت مدرسا إلى وقتنا الحاضر.
وكانت الخطة التي سرت عليها في البحث متألفة من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة :
أما المقدمة فتشتمل على مشكلة البحث, وأسئلته, عنوانه وحدوده, وسبب اختيار الموضوع, أهمية
البحث, الدراسات السابقة, منهج البحث, خطة البحث.
الفصل الأول: وفيه
مباحث
المبحث
الأول : تعريف المسلسلات
المبحث
الثاني : تاريخ نشأتها
المبحث
الثالث : بعض سماتها
المبحث
الرابع : أهدافها
الفصل
الثاني: وفيه مباحث
المبحث
الأول: نبذة عن السنغال
المبحث
الثاني : أوقات بث المسلسلات في السنغال
المبحث
الثالث : آثارها على المجتمع السنغالي وفيه
مسائل :
المسألة
الأولى : آثارها على الأطفال
المسألة
الثانية : آثارها على الشباب
المسألة
الثالثة : آثارها على الأسر
الفصل
الثالث : الحلول
الخاتمة
الفصل الاول
المبحث
الأول: تعريف المسلسلات
المسلسلات
جمع مسلسل وهو لغة : من سلسل قال الجوهري :" تسلسل
الماء في الحلق: جرى ... وشيء مسلسل: متصل بعضه ببعض. ومنه سلسلة الحديد"[5].
وفي القاموس المحيط :" وتسلسل الماء : جرى في حدور... والسَّلْسَلَةُ : اتصال الشيء بالشيء"[6]
فمن هنا اتضح لي وجه تسمية المسلسلات بالمسلسلات
لتتابعها وتماسكها وجريانها في نفوس المشاهدين
وبما أنني لم أقف على تعريف اصطلاحي في الكتب
ولا في ألنت حاولت أن أعرف المسلسلات ببعض ما تتميز به
فالمسلسلات
: أفلام مقطعة على حلقات ذات أعداد محددة ومترابطة, تتابع في الظهور على القنوات
في أوقات معينة.
واخترت
هذا التعريف بعد النظر إلى سمات وخصائص هذه المسلسلات فوجدت أن هذه الصفات متوفرة
فيها
1- فهي أفلام وهي مقطعة على حلقات بعضها
خمس وعشرون دقيقة وبعضها خمس وأربعون دقيقة
2- وهي ذات أعداد محددة ومترابطة؛ فالمسلسلات إما
طويلة أو قصيرة والقصيرة منها اقلها تتراوح ما بين ثلاثين إلى خمسين حلقة وقد تكون
اقل,
3- وهي مترابطة في الظهور في أوقات معينة وسنوضح
عند مبحث آثارها على المجتمع هذه الأوقات في غرب أفريقيا
المبحث
الثاني : تاريخ نشأتها :
أول
ما بدأت المسلسلات كانت ورقيا وذلك في بداية القرن التاسعة عشر في دول الغرب ولم
تكن كما نشاهده الآن بل كانت تظهر في الجرائد من كتّاب معروفين بغيتهم في ذلك
الحرص على استجذاب عدد اكبر ممكن من القراء لجرائدهم فظهر التنافس بين شركات
الصحافة ثم رأى بعضهم الانتقال إلى عصر جديد وهو الكتب الرومانسية العاطفية وهكذا إلى
أن ظهرت السينما الرومانسية في القرن العشرين ثم انتقل ليكون بالصوت والصورة على الشاشات
المبحث
الثالث: بعض سماتها
هي على قسمين
:
1- أما مسلسلات قصيرة لا تقل عن ثلاثين
حلقة
2-
مسلسلات
طويلة من مائة حلقة فما فوق
وتتصف
هذه المسلسلات بكل ما يضاد الشريعة الإسلامية من:
· نشر الكفر والكلمات الكفرية
· نشر النصرانية وجعل المشاهدين
يتألفونها
· المجون والاختلاط بين الرجال والنساء
· ترويج الزنا وجعل ذلك عادة في
مجتمعاتهم
· الخيانة الزوجية
· التنفير من تعدد الزوجات
· ارتكاب الجرائم
وغير
هذا مما لا يتسع المجال لذكره
أهداف
المسلسلات :
إذا
كانت المسلسلات تتصف بمثل هذه الصفات فمن الواضح أن كل عاقل غيور على دينه وأسرته
يدرك ما وراء هذه الأفلام, ولكن حبك لشيء يعمي ويصم.
ولكن
المسلسلات تختلف أهدافها بحسب مخرجيها,
ولكن كلها متفقة في مخالفة الإسلام واغترار أهله باجتنابهم عن دينهم أو جعلهم
مسلمين بالاسم دون تطبيق, وغزو المجتمعات الضعيفة باستعمارها فكريا وثقافيا
واجتماعيا واقتصاديا.
والذي أوصلني إلى استنتاج هذه الأهداف هو أنني
لاحظت في كثير من المسلسلات أنها تحمل في طياتها النصرانية كدين العالم المتقدمة
يلجأون إلى الكنائس لعباداتهم وأنكحتهم... ويعطون للقسيس قدسية في تلك الأفلام مما
يترك في نفوس بعض المشاهدين هذا الأثر أمام القسيسين حتى في بلادنا والله
المستعان.
المبحث
الأول :نبذة عن السنغال
تقع
جمهورية السنغال في أقصى غرب أفريقيا على المحيط الأطلسي وعاصمته دكار بلغ عدد سكان السنغال اثنا عشر مليون
نسمة تقريبا في سنة 2010م م واغلب سكانها شباب, واللغة الرسمية للسنغال هي الفرنسية.
ولكن تعليم اللغة العربية سابق للفرنسية بقرون
كثيرة لأن العربية لغة دينهم الغالي على
نفوسهم ولذا عانى الاستعمار في فترة طويلة من المقاومات القوية من قبل المسلمين على رؤوسهم
شيوخ الطرق الصوفية.
وبالرغم
أن الأغلبية مسلمون إلا أنهم خاضعون للأنظمة العلمانية والديمقراطية والليبرالية,
ومنذ استقلال السنغال عام 1960م إلى 2002م كانت لها قناة تلفزيونية واحدة. ولكن
الرئيس الحالي فتح منذ ذاك الطريق للقنوات الفضائية والمحلية حتى بلغت سبع قنوات
محلية فتخيل مسابقة القنوات في نشر الفساد والله المستعان.
المبحث
الثاني : آثار المسلسلات على المجتمع السنغالي:
ظهر
مع هذه المسلسلات آثار سلبية على المجتمعات الإسلامية خاصة والعالم الثالث عامة
نتيجة للويل وفيضانات المسلسلات عليها, حتى قام بعض الدول بصناعة مثل هذه الأفلام
على طراز أفلام الغرب تقليدا كليا دون شعور أن هذا التقليد مساهمة لم يتخيلها
المستعمر, مما جعلهم فرحين ويقولون : الآن نغسل أيدينا, سيفسدون أنفسهم بأنفسهم أما
نحن فلننتقل إلى تنفيذ خطط أخرى. ولكن بما أن البحث عن اثر هذه المسلسلات في
السنغال فهذه بعض ما شاهدته ولا يخفى ذلك على من عاش فيها برهة من الزمن.
المسألة
الأولى : آثار المسلسلات على الأطفال:
الطفولة
مرحلة أولى لها الإسلام أعلى العناية من
حين الولادة إلى سن البلوغ فالكهالة إلى آخر حياته قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع"[7]
وذلك ليتعودوا على الفضائل في سن مبكر, ولقد كنت مدرسا في بلدي في مرحلة رياض الأطفال
سنةً ثم انتقلت بهم إلى الابتدائية الأولى والثانية في مدرسة حرية تسمى بدار ياي
نفيسة فمن خلالها لاحظت ما يلي :
1- أن الأطفال يشاركون الكبار في مشاهدة المسلسلات
, وهذا من الخطأ الكبير من الآباء فهذه
المسلسلات لا تخلو من مشاهد جنسية من قبلات وبدايات الجماع إلا أن القنوات تقطع
بعض مشاهد الجماع فقط وما عداها فلا بأس. ويبقى الطفل مع الكبار يشاهدون تلك
المشاهد لا أمر ولا نهي دياثة في دياثة.
2- حكاية الأطفال بعضهم لبعض الحلقات الماضية كيف
كانت وكيف انتهت ويتنبأون بالحلقة القادمة في القاعات الدراسية
3- تقليد الأطفال لعبارات الممثلين وكيفية نطقهم
التي قد تكون عبارات جنسية
4- حفظ الأطفال للموسيقى التي تكون شعار المسلسل
فترى بعضهم ينشد ذلك بلا خطأ عند انفراده ولا سيما البنات منهم
5- بعض الآباء شكا إلي ابنته منشدة ترابطها بهذه المسلسلات بحد لا تحل
واجباتها المنزلية.
6- تخلق الأولاد بأخلاق ممثلهم الأفضل في
المسلسل إن كان عنيفا أو متخنثا أو مترجلا فكذا حتى البعض يتسمون بأسماء بعض
الممثلين.
7- ظهور الانجذاب الجنسي بين الأطفال مما أدى
إلى ظهور الحمل المبكر عند الفتيات
8-
وأشد
من هذا كله تقليد الأطفال للمشاهد الجنسية؛ فقد رأيت بأم عيني طفلان شقيقان ذكر وأنثى
البنت في التاسع أو الثامن والولد في السادس أو السابع رايتهما يتقبلان قبلة بقبلة
فقمت إليهما مستعجلا ماذا بكما فقالا لي نحن نمثل برويي واليهاندرو (ممثلان في مسلسل
مكسيكي المشهور برويي) وأبواهما مدرسان في المدارس الفرنسية,فهذا شيء مما رأيت وقد
يكون الأمر أسوا من هذا والله اعلم.
وليعلم
أن هذه المشاهد تبقى في ذهن الأولاد حتى
بعد بلوغهم فلو سألت بعض الكبار عن مسلسل
شاهدها في سنة 1995 أعطاك كل التفاصيل والممثل الأشهر وخدينته وكيف انتهت القصة وأسماء
المشهورين... فمشاهدة الأطفال لهذه الأفلام تعرض لهم للخطر قد ننسى الصوت بسهولة أما
الصورة فصعب ذلك. ولنأخذ مثالا عن الذاكرات المصنوعة بيد الإنسان لو حملته بالصوت
تحمل كثيرا أما الصورة والفيديو فسرعان ما تمتلئ به.
المسألة
الثانية : أثر المسلسلات على الشباب:
ولاشك
أن الشباب هم دعامة حياة الأمة غدا فالاعتناء بهم اعتناء برجال الغد, وهذه المرحلة
من العمر لها من الأهمية ما لا يخف على احد فترى الأمم تركز على الشباب في بناء
قادة الغد والأعداء إذا أرادوا الإفساد اتجهوا إلى الشباب بإغرائهم وتنويم عقولهم
حتى لا يستشعرون بأدنى مسؤولية تجاه أوطانهم. وهذه المسلسلات موجهة بالدرجة الأولى
إلى أولئك الشباب فكان منهم من لم يقاوم بل عاون مع الأعداء في الإفساد فكانت
النتيجة وخيمة على المجتمع وابرز ما لاحظت من آثارها على الشباب ما يلي:
1- ضياع الصلوات حيث أن هذه المسلسلات تبث في أوقات
الصلوات ما بين الظهر إلى العشاء فبعض القنوات تبثها عند الظهر وفي نفس الوقت تعيد
قناة أخرى الحلقات السابقة, وعند العصر إما الصور المتحركة للأولاد والبعض مسلسل آخر
وأشدها في وقت صلاة المغرب والعشاء وقد يتزاحم أكثر من مسلسل في وقت واحد ترى
البعض يتقلب من قناة لقناة ناسيا ما عليه من حق الله تعالى ينظر من هنا وهنا , لا تزال
صلاة المغرب والعشاء وقت مناسب لأصحاب القنوات لبث سمومهم, ولقد لاحظت هذه
الظاهرة في كل من السنغال ومالي وساحل
العاج مما يؤكد ما أسلفناه في أهداف المسلسلات.
2- قلة الحياء , ترى الفتيات والفتيان
يظهرون ما خفي من عوراتهم كأدبارهم وأثداءهم بلا حياء وصدق رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو الصادق المصدق, قال : « إن مما
أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت »[8].
3- وأول ما يلفت نظرك عند سفرك إلى
السنغال هو الألبسة ولاسيما عند النساء فهن مقلدات لأزياء الممثلات والكوافير
واصلات نامصات عاريات, والرسول صلى الله
عليه وسلم يقول : " صنفان من أمتي من أهل النار لم
أرهم بعد نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن أمثال أسنمة الإبل لا يدخلن
الجنة ولا يجدن ريحها ورجال معهم أسياط كأذناب البقر يضربون بها الناس"
فكأن الرسول واقف ناظر إلينا وهذا لا شك من معجزاته عليه أفضل الصلوات والتسليم.
4- انتشار الزنا والخدنة بين الشباب فقل ما ترى
فتاة إلا ولها خدين يتصل بها ويكذب عليها بالحب وأصبح البكارة عند الفتيات من
العادات التي لا قيمة لها اليوم. والله المستعان
5- انتشار أولاد الزنا وأعجب منه أن بعض آباء
أولاد الزنا يقيمون عقائق ويدعون إليها أصدقاءهم. وأتذكر رجل حمل بنتا فأقام عقيقة
لولده من الزنا بجوار دارنا بدكار ووقتئذ كنت على سقف المنزل إذ بصوت انهدام جدار فإذا
شرفة سقطت عليهم فجرح احد منهم في رأسه. قال رسول الله صلى اله عليه وسلم :" كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل
بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات
يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه". وهذا الفعل منهم من اشد المجاهرة.
6- انتشار الخمر في الدكاكين وبيعها بثمن رخيص في
الطرقات وأمام المدارس الحكومية مما جذب انتباه المسؤولين.
7- التسمي بأسماء النصارى والاعتياد بأعيادهم
ومشاركتهم فيها
المسألة
الثالثة : أثرها على الأسرة:
الإسلام
اكبر نعمة حظيها العالم برمته فكل من اتبع تعاليم الإسلام وطبقها وسار عليها في نفسه
وأسرته كان ذلك مصدرا لسعادته في الدنيا والآخرة وباجتناب المسلمين وتخليهم عن
الشريعة والقيم السامية الشامخة التي ميزهم الله بها وفضلهم على الأمم كلها تحصل
لهم البلايا والفتن واضمحلال الأخلاق والفساد, أما اثر المسلسلات على الأسر فعلى
النحو التالي:
1-
انتشار
الدياثة في أوساط المسلمين بإقرار الآباء الفساد في بيوتهم حتى يشاركون الأولاد في
مشاهدة ما حرمه الله من عورات النساء ... قال الله تعالى :" يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا
النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ
اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ".[9] وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع وكلكم
مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته
والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن
رعيته
".[10]
وقال صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا يدخلون
الجنة أبدا: الديوث من الرجال، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر "[11] . الحديث وقد يجتمع كل هذا في بيت واحد... ولقد أسلفنا
قصة الطفلين اللذان مثلا مشهدا جنسية في مسلسل روبي, وهكذا ذهبت الغيرة
عن الأسر وأدبرت وأصبح الرجل في أسرته كممثل لتلك
المسلسلات يرى ابنته تخرج مع الرجال وتدخل دون أن يحرك ساكنة وربما شارك في شراء
بعض الألبسة المحرمة لبنته ويدافع عن ابنه إذا زنى ببنت فلان...
2-
عدم
تقبل النساء لما احل الله للرجال من تعدد النساء قال الله تعالى :" فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى
وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ " [12]
3-
ظهور
الخداع الزوجية إما بخدينة أو خدين.
4-
تأخير
أوقات العشاء إذا وافقت أوقات المسلسلات.
الفصل الثالث
الفصل
الثالث: الحلول
اما
الحلول الاسلامية الاسلامية لهذه الظاهرة فنحاول ذكر بعضها فيما يلي :
1-
الرجوع
الى الكتاب والسنة.
2-
نشر
مطويات تحتوي على موضوع المسلسلات وحكم الشريعة الاسلامية فيها واثرها على
المتابعين لها, وذلك باللغة الفرنسية, او الولوفية ان امكن.
3-
تذكير
الناس ان هذا العمل من اقرار السوء في البيت وهذا هو الدياثة التي عاقبتها سوء على من اتصف بها فعن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :" ثلاثة لا يدخلون
الجنة العاق بوالديه و الديوث و رجلة النساء"[13].
4-
ايجاد
مراكز دعوية تقوم بتوعية الاسر وتحذيرهم عن هذا الشر وبيان اهمية الوقت في الاسلام.
5-
ايجاد
قنوات واذاعات محلية بلغات البلد تكون تابعة لاهل السنة وتكون وظيفتها الدعوة
والارشاد واقامة ندوات حول موضوعات تهدد الاخلاق والقيم الاسلامية.
6-
توثيق
العلاقة بين حكومات الدول الاسلامية الغنية والدول الاسلامية الفقيرة؛ لأن تلك
الحكومات تقبل كلما يملأ عليهم من الغرب من اجل الحصول على منافع وان كانت مسمومة
للشعوب.
